كيف يكون الايمان بالقضاء والقدر، إن الإيمان بالقضاء والقدر هو التصديق الجازم بقضاء الله عز وجل وقدره بأن كل ما يقع علينا سواءاً من خير أو شر فهو بقضاء الله وقدره، فالله سبحانه وتعالى كتب الأقدار قبل خلق الإنسان وكل شيئاً في الكون يمشي بإدراته ومشيئته سواءاً في الأرض أو السماء، فعلى الإنسان المسلم أن يكون دائماً مؤمناً بأن كل ما قدره الله له هو لحكمة لذلك يجب على المسلم الايمان بالقضاء والقدر، فكيف يكون الايمان بالقضاء والقدر.
ما هو الإيمان بالقضاء والقدر
لقد ذهب أهل العلم في تفسير وتعريف معنى القضاء والقدر إلى عدة تعريفات مختلفة فمنهم من عرف كل من القضاء والقدر بشكل منفرد، ومنهم من جمع بينمهما، وفيما يلي تعريف كل من القضاء والقدر فما هو الإيمان بالقضاء والقدر:
- القدر: هو علم وإذراك الله سبحانه وتعالى وإعجاز مخلوقاته وتسخير كل شيء بما سوف تكون عليه الدنيا والأحوال في المستقبل.
- أما القضاء: هو تقدير الله عز وجل للأشياء والحوادات حسب إرادته وتيسيره للأمور.
- الإيمان بالقضاء والقدر: هو أن يقوم المسلم بالتوكل والعزم والسعي والقيام بالأعمال النافعة بثقة تامة بأن الله قادر على كل شيء وبأن الله هو ميسر كل الأمور، فهو التصديق الجازم بأن كل ما يقع على الإنسان من خير أو شر فهو بقضاء الله وقدره.
شاهد أيضاً: هل الايمان باليوم الاخر ركن من اركان الإسلام
كيف يكون الايمان بالقضاء والقدر
يكون الإيمان بالقضاء والقدر من خلال الإيمان بمراتب وأركان الإيمان، حيث لا يكتمل إيمان العبد المسلم إلا بالإيمان بها جميعاً، وفي النقاط التالية سوف نعرض لكم ما هي مراتب الإيمان، اليكم ما يلي:
- مرتبة العلم: وهذه المرتبة تُعنى أن يُؤمن العبد بأن الله عز وجل عالم بكل شيء في هذا الكون، فهو عالم بما يفعل عباده، وهو عالم بالأرزاق والأحوال والآجال من قبل أن يخلقنا، فهو يعلم ما في الصدور من أقول وأفعال، قال تعالى: ” وأن الله قد أحاط بكل شيءٍ علماً”.
- مرتبة الكتابة: وهي تُعني الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى قد كتب كل أقدار الخلق في اللوح المحفوظ بعد علمه السابق بها، فقال تعالى: ” ما فرطنا في الكتاب من شيءٍ”.
- مرحلة المشيئة: معناها الإيمان بمشيئة الله عز وجل فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فهذه المشيئة تتزامن مع قدرة الله الشاملة في كافة الأمور، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: ” وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين”.
- مرحلة الخلق: من بعد الإيمان بأن الله خالق كل شيء، فهو الذي خلق الأفعال وأوجدها وقدر حدوثها فالعبد هو فاعل مكتسب لها، فقال سبحانه وتعالى: ” الله خالق كل شيءٍ وهو على كل شيءٍ وكيل”.
شاهد أيضاً: الايمان بالله من اركان الإسلام
أدلة الإيمان بالقضاء والقدر من القرآن الكريم والسنة والنبوية
لا يكتمل إيمان المسلم إلا بإيمانه بالقضاء والقدر، فلقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر، وفيما يلي إليكم بعض الأدلة بالإيمان بالقضاء والقدر من القرآن الكريم الكريم والسنة النبوية:
آيات قرآنية من القرآن الكريم
- قال تعالى في كتابه العزيز: ” وكان أمرُ الله قدراً مقدوراً”.
- أيضاً قوله تعالى: ” سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى”.
- قال تعالى: “إنه على كل شيءٍ قدير”.
- وأيضاً قال الله عز وجل: ” يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيءٍ خلقناه بقدرٍ”.
أحاديث نبوية من السنة
- قال رسوال الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يدخل الحنة عاق، ولا منان، ولا مكذب بالقدر، ولا مدمن خمر”.
- أيضاً قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع حتى يشهد أن لا إله إلا الله وأن رسول الله بعثني بالحق وحتى يُؤمن بالبعث بعد الموت وحتى يُؤمن بالقدر”.
شاهد أيضاً: الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره
ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر
إن الإيمان بالقضاء والقدر تجعل المسلم أكثر إيماناً بأن كل ما يحدثه الله في هذا الكون هو لحكمة، وأن كل ما يقدره فهو خيرٌ لنا، فللإيمان بالقضاء والقدر لها ثمرات وآثار عظيمة على نفس الإنسان المسلم، وفيما يلي إليكم ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر:
- تجعل المسلم متوكلاً على الله فهو يأخذ بالأسباب ويسعى ويتوكل على الله لأنه يعلم أن الله قادر على فعل كل شيء بعظمته وقدرته.
- الإيمان بالقضاء والقدر تجعل المسلم مطمئن البال، ومرتاح النفس فهو يعلم بأن كل شيء هو مقدر من عند الله.
- أيضاً تعمق الإيمان بالنفس وتخلصها من الشرك، فالإيمان بالقدر يعني الإيمان بأن كل ما في هذا الكون يصدر من الله وحده لا شريك له.
شاهد أيضاً: عددي اركان الايمان
إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقالنا هذا، والذي عرضنا لكم من خلاله تعريف الإيمان بالقضاء والقدر، كما أننا ذكرنا لكم آيات قرآنية وأحاديث شريفة عن الإيمان بالقضاء والقدر، كما أننا عرضنا لكم كيف يكون الايمان بالقضاء والقدر.